أخر المقالات
تحميل...
ضع بريدك هنا وأحصل على أخر التحديثات!

عـــالــمـك الــخـاص بـــك!.

jeudi 9 octobre 2014

هام ... ماذا يخبأ الناتو وتركيا لسورية؟




يصل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتينبرغ، اليوم، أنقرة بزيارة تستغرق يومين، يبحث فيها مع القادة الأتراك الوضع الناشئ على الحدود التركية السورية، ومدى فعالية عمليات القصف الجوي التي يقوم بها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية – داعش" في سورية والعراق.

وتشير المعطيات إلى أن المسؤول الأطلسي الرفيع المستوى سيلتقي رئيس البلاد رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة أحمد داوود أوغولو، كما يدخل في برنامج زيارته، اللقاء بوزير الخارجية التركية ووزير الدفاع ورئيس هيئة أركان القوات التركية.
وتبدو أهداف الزيارة، للوهلة الأولى، منسجمة مع تطلعات القيادة التركية التي بدت واضحة في تصريحات المسؤولين الأتراك والتي تختصر الواقع التركي، بعد أكثر من اسبوعين على بدء هجمات التحالف العربي الدولي ضد "داعش" في سورية، في سابقة خطيرة لم تجرؤ أنقرة على فعلها إبان غزو العراق عام 2003، ألا وهي الدخول في تحالف دولي يستهدف أراضي دولة عربية جارة .
ومن جانب آخر، قد تكون زيارة ينس ستولتينبرغ، ليبحث مع القادة الأتراك ما جاء على ألسنتهم من تفسيرات لتصريحاته في بولونيا، إذ أن مصادر في الناتو أشارت إلى الخطأ في نقل كلمات الأمين العام للناتو حول الدفاع عن تركيا، حيث أن ترجمة حديث ستولتينبرغ حول خطط الحلف بصدد حماية أمن تركيا لم تكن دقيقة.
وكان مصدر في هيئة أركان الحلف في بروكسل لم يذكر اسمه، قال: "إنه من غير الصحيح ما يشاع (في عدد من وسائل الإعلام) عن خطط للحلف تتضمن توجيه قوات برية إلى تركيا، إذا رأت ذلك ضروريا، بهدف حماية البلاد"، مضيفا أن "الأمين العام لم يتحدث عن قوات برية، وإنما قصد بقوله فقط تلك المنظومات لصواريخ "باتريوت" المنصوبة في تركيا سابقا والمخصصة لتعزيز الدفاعات الجوية لتركيا"، مشيرا إلى أن عددا من وسائل الإعلام نقلت خطأ بترجمتها لهذا المقطع من حديث ستولتينبرغ في بولونيا، وليس إذا قامت تركيا بغزو سورية.

بينما كانت تركيا حددت شروطها في التدخل لإسقاط النظام السوري بالتوازي مع ضرب "داعش"، فهي لا تريد حلولا مؤقتة، بحسب ما صرح رئيس الدولة رجب طيب اردوغان، وثمن دخولها في الميدان تلخصها 3 قواعد تحدث عنها رئيس الحكومة أحمد داوود أوغلو، في رسالته إلى الشعب في نهاية أيلول الماضي، والتي حملت عنوان "على مسار تركيا الجديدة". وأولى تلك القواعد هي المصالح القومية للدولة التركية، وثانيها الاهتمام بالوافدين من الأصدقاء، وثالثها الإستقرار الإقليمي .

ويقول خبراء في الشأن التركي إن المصالح القومية للدولة التركية تتعلق بمسلمة، دأب عليها ورثة السلطنة العثمانية، بإقصاء الأكراد عن الحكم، ومحاربة حزب العمال الكردستاني في الداخل والخارج، فيما بات تنظيم "القاعدة" ومتفرعاته مرحبا به في تركيا في عهد "حزب العدالة والتنمية" .
والقاعدة الأخرى التي شددت عليها القيادة التركية هي "الاهتمام بكل أصدقائنا الوافدين من دول الجوار، دون أي تمييز على أساس مذهب أو عرق أو دين"، وفق تعبير داوود أوغلو، أي التأكيد على مرجعيتها لجماعة الإخوان المسلمين في المنطقة، والهدف هو تكريس زعامتها لجزء من العالم الإسلامي قد تستخدمها في مرحلة لاحقة في تقاسم النفوذ مع السعودية .

أما الاستقرار الإقليمي من المنظور التركي، فلا يتحقق إلا من خلال إسقاط الدولة السورية، وليس فقط ضرب "داعش" ويكون ذلك بالتعاون مع الغرب، وفق "استراتيجية متكاملة من أجل التوصل لحل نهائي، لأن أنصاف الحلول تؤدي حتما إلى مشاكل أكبر" بحسب داوود اوغلو أيضا.

ومن الملاحظ أن "مسار تركيا الجديدة" لا يعدو عن كونه تأكيدا للرهانات السابقة والتي منيت بإخفاقات على أكثر من صعيد، فيما ترغب الحكومة التركية في ولايتها الجديدة تحصيل بعض المكاسب، من خلال ركوب موجة ضرب "داعش"، علّها تضيف بعض الحسنات في ميزان أعمالها تعوض سيئاتها الاستراتيجية في الأعوام المنصرمة .
وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف (المكاسب)، فإن الحكومة التركية مستعدة لإعطاء الولايات المتحدة أكثر مما تطلبه، من خلال وضع جميع القواعد العسكرية الموجودة في البلاد بتصرف التحالف، إضافة إلى استعداد الجيش التركي للقيام بعمليات خارج أراضيه .
وهذا ما جعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما يؤكد للصحفيين، عقب لقائه في الأمس كبار الضباط الأمريكيين، بأن مهمة التحالف الدولي بقصف مواقع "داعش" ــ "مازالت معقدة"، مضيفا "إننا منذ البداية تحدثنا عن عدم إمكانية تحقيق هذه المهمة بليلة وضحاها"، ما قد يشكل مؤشرا على ما تخبّئه زيارة ستولتينبرغ لأنقرة.
أضف أن إعلان الممثل الرسمي للبنتاغون الأميرال جون كيربي كذلك أكد، اليوم، بأن القصف الجوي فقط،غير كاف لحماية الموقع الاستراتيجي لمدينة عين العرب على الحدود التركية، معربا عن رأيه بأن قوات برية مشكلة من مقاتلي المجموعات المسلحة في سورية بمعية القوات الحكومية العراقية كفيلة بالقضاء على المتطرفين في "داعش"، غير أن مثل هذه العملية سوف تستغرق وقتا طويلا، ما يدل على ضرورة البحث عن بدائل أخرى أكثر فعالية.

شاركها مع أصدقائك !
التعليقات
0 التعليقات

0 commentaires :

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.
إغلاق